ثرواته كانت سببا فى استعمار الغرب لأفريقيا

«مانسا موسى» أول «تريليونير» في العالم ذهب لتأدية فريضة الحج 

منسا موسى
منسا موسى

في عام 2012 ، نشرموقع Celebrity Net Worth قائمة بأغنى 25 شخصًا في العالم عبر التاريخ ، وكان منسا موسى أغناهم، بثروة قدرت بـ400 مليار دولار، حيث سبق عائلة “روتشيلد” الشهيرة  التي احتلت المرتبة الثانية، وقلت عنه بحوالي 50 مليار دولار.

و”منسا موسى”  ، المَلِكُ الأَشْرَفُ الحَاج مانسا موسى أو كانجا موسى أو كانكو موسى نياري نياكاتي أو موسى الأول، وولد نحو 1280 وتوفي عام 1337م، هو الملك العاشر لـ”مالي” تولى الحكم عام 1312م، وكلمة منسا تعني: الملك، أو السلطان، في لغة مالي القديمة، وتولى الحكم عقب فقدان أخيه الملك “أبو بكر الثاني” الذي خرج بأسطول بعد عام من توليه السلطة لاستكشاف المحيط الأطلنطي، ونشر الإسلام في البلاد التي تقع خلف ذلك الماء الضخم، لكنه لم يعد من رحلته.
 

وتذهب بعض الآراء أنه وصل إلى شواطيء أمريكا قبل كولومبوس بمائتي عام ، وأن السكان الأصليين في أمريكا تعلموا منه صهر الذهب ، وامتدت أراضي مملكه مانسا موسى لتشمل أجزاء من مالي المعاصرة والسنغال وغامبيا وغينيا والنيجر ونيجيريا وتشاد وموريتانيا وبوركينا فاسو.

ووفقًا لإحدى الروايات فإن مانسا كان يبني مسجدًا جديدًا كل يوم جمعة ، وجاءت شهرته الواسعة في التاريخ عبر رحلته للحج التي انطلق بها عام 1324م، مصطحبا معه حوالي ستين ألفا من مملكته وجيشه وحاشيته يحملون كميات ضخمة من الذهب، في رحلة قطع خلالها أكثر من أربعة آلاف ميل، واستغرقت قرابة العام ، ويقال إن قافلته كانت تحمل كمًا كبيرًا من الأموال والذهب وزعها على الفقراء في المدن التي مر بها الوفد لتأدية الحج، ومن بينها مدن مصرية، يقال إن ما وزعه من ذهب فيها تسبب بانخفاض سعره في مصر لمدة 10 سنوات.
 

كان موسى يُنفق ببذخ في القاهرة والمدينة المنورة بشكل خاص، وأدى التدفق المفاجئ للأموال إلى ارتفاع أسعار السلع اليومية في ذلك الوقت ، وإدراكًا منه لموجة التضخم ، لجأ مانسا إلى ما يسمى اليوم "التسهيل الكمي"، حيث قام بشراء كل الذهب في القاهرة على سبيل الإعارة بسعر فائدة مرتفع.

وعاد مانسا موسى محملا بالكتب التي حولت تمبكتو إلى عاصمة للفقه والثقافة والعلم في غرب أفريقيا، أما طريق شهرته الثاني فجاء من كميات الذهب الضخمة التي كانت تنتجها مملكته، والتي قدرها البعض بنصف الانتاج العالمي من الذهب، وحقق ثروات ضخمة جعلته أغنى رجل عرفه تاريخ الإنسانية، وقدرت ثروته بـ(400) مليار دولا ، ونبهت رحلته الى الحجاز الأوروبيين إلى ثروات القارة السمراء  .

وقد ذاع صيت “منسا موسى” مبكرا بسبب رحلته للحج، والذهب الذي حمله خلالها، ووصلت أخباره إلى أوروبا، فأظهر “الأطلس الكاتالوني” ، الصادر عام 1375م منطقة غرب أفريقيا يهيمن عليها “منسا موسى” جالسًا على العرش، وممسكًا بقطعة ذهبية ضخمة في يده، ومنذ ذلك الحين أصبحت شخصيته أقرب للأسطورة التي نسج الخيال حولها كثيرا من القصص والحكايات، لذا جاء المثل الإنجليزي الشهير: “حتى جواهر منسا موسى، لا تستطيع إسعاده”.
 

وقد أغرى “منسا موسى” خيال الغربيين حتى الوقت الحاضر للكتابة عنه، سواء باستعراض سيرته وتاريخ مملكته، وانجازاته طوال سنوات حكمه، أو رحلته للحج وكمية الذهب التي أنفقها، أو باستلهام شخصيته في مجال الرواية وأدب الأطفال، فقد كانت عاصمته “تمبكتو” تفوق لندن ثراءا واتساعا، وفق ما يؤكده “جيمس أوليفر  في كتابه منسا موسى وإمبراطورية مالي.

وكتاب ” منسا موسى: زعيم مالي تأليف ” ليزا زاموسكي ، وكذلك جاءت قصة “منسا موسى: أغنى رجل في التاريخ لمايك ماكرو وقد استثمر المؤلف الحياة الثرية لذلك الامبراطور ليقدمه للأطفال في صور مشوقة، ليكشف جانبا من ثراء الأفارقة المسلمين.

أما خيفرا بيرنز ، فألفت كتابا بالتعاون مع آخرين قبل عشر سنوات،  كان عنوانه “منسا موسى  أسد مالي ، وفي كتاب ” منسا موسى وتمبكتو: تاريخ رائع من البداية إلى النهاية ، فيحكي قصة ذلك الامبراطور، ويذكر الكتاب أن ثورته تقدر بـ(400) مليار دولار، وأن مناجم الذهب في إمبراطوريته كانت تزود بريطانيا وبقية أوروبا بالذهب، وأشار الكتاب إلى أن ذلك الإمبراطور، رغم المناطق الصحروية الجافة التي امتدت عليها مملكته الواسعة في غرب أفريقيا، إلا أنه اهتم بالتعليم والثقافة من خلال مدينة تمبكتو الشهيرة بالتعليم والثقافة، فكانت منارة للعلم، وتحدث الكتاب عن رحلته للحج، ، وخصص فصلا عن الحج عنوانه” أعظم حج في التاريخ“.

أما كتاب”منسا موسى: أشهر مسافر أفريقي إلى مكة المكرمة ، فتقدم فيه باربرا كراسنر سيرة معلوماتية عن ذلك الإمبراطور ورحلته للحج،وأيضا كاثلين بيكفورد بيرزوككتبت عن قوافل الذهب التي كانت تنطلق في العصور الوسطى من مالي إلى أوروبا، والكتاب يقدم دليلا على الدور الرئيسي الذي لعبته أفريقيا في تاريخ العصور الوسطى، وتناول الكتاب، كذلك، رحلة الحج الذهبية لـ”منسا موسى” .

وفي كتاب “منسى موسى: الملك الذهبي لمالي القديمة لمؤلفه “أكبر علي السبحاني”  فيقدم سردا ممتعا لحياة “منسا موسى”، وكذلك كتاب “منسا موسى، أنت تملك ، فيقدم مؤلفه ماركيز جايثر ، سردا تاريخيا لقصة ذلك الملك، ودوره في تعزيزه العلاقات التجارية بين مالي والعالم الخارجي، وتناول رحلته للحج، وأيضا كتاب “ذهب منسا موسى” ، تاليف رينولد جاي.

 

ترشيحاتنا